هولندا.. الجاليات العربية توحّد صوتها الحقوقي في مواجهة التحديات الأوروبية

بقلم : عبد الله معروف
في مدينة لايدن الهولندية، التأمت أصوات عربية حقوقية في ندوة نظمها المعهد الهولندي للدبلوماسية الموازية ، بحضور نوعي من نشطاء المجتمع المدني، ومن ممثلي الجاليات، وشخصيات إعلامية وحقوقية بارزة
افتتح اللقاء الاستاذ يوسف بويزدوزن الكاتب العام للمعهد الهولندي للدبلوماسية الموازية
الذي قام بالترجمة من اللغة العربية الى اللغة الهولندية وبالعكس كما ادار الجلسة بجدارة
وفي كلمة للاستاد عبد الحميد العايدي نائب رئيس المعهد الهولندي للدبلوماسية الموازية
تناول فيها وضعية الأطفال المحتجزين في تندوف وتجنيدهم وتعريضهم للقتل والتشويه والاعتداء الجنسي موضحا أن هذا العمل محظور بمقتضى اتفاقية حقوق الطفل وأيضا بمقتضى النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية
افتتحت الندوة بكلمة للسيد إدريس ابضالص رئيس المعهد الهولندي للدبلوماسية الموازية
رحب فيها بجميع الحضور كما باعضاء مجلس ادارة المنظمة العربية لحقوق الانسان في شمال أوروبا ، مؤكدا على أهمية بناء مساحات حوار مباشرة بين القادمين الجدد والمجتمعات المضيفة، مشيرًا إلى أن الثقة لا تُبنى بالقوانين وحدها، بل بالتفاهم الإنساني والتواصل المستمر
كما ان كلمة السيد مضالص التي عبّر فيها عن رؤية واضحة لإعادة تشكيل العلاقة بين المجتمعات الأوروبية والجاليات العربية، على أساس التعايش المشترك لا التباعد الثقافي
وفي كلمة الدكتور عمر المسالمة الامين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في شمال أوروبا
أكّد فيها أن التغيرات السريعة في البنية السكانية الأوروبية، بفعل موجات اللجوء من الدول العربية، تتطلب صياغة جديدة للعلاقة بين المواطن الأوروبي والقادمين الجدد من الدول العربية ، قائمة على الاحترام المتبادل والاعتراف بالإنسانية المشتركة
وحذّر من اتساع فجوة عدم الثقة، داعيًا إلى خلق مساحات مدنية للحوار، وتعزيز المبادرات التي تُعلي من قيم التعددية والانفتاح، وتدعم الاندماج الواعي
واختتم كلمته بالتاكيد على ان موجات التعامل بين القادمين الجدد والدول المضيفة يتطلب لغة جديدة
كما اعرب الأستاذ يسري الكاشف، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في شمال أوروبا
بان الحقوق لا تُجز وفي كلمة شاملة أكد الكاشف على التزام المنظمة بالتحرك الحقوقي استنادًا إلى ثلاث مرجعيات
دولية : عبر القانون الدولي الإنساني ومواثيق الأمم المتحدة
إقليمية : عبر سياسات الاتحاد الأوروبي الحقوقية
محلية : من خلال احترام القانون الوطني الهولندي، دون التخلي عن النقد البنّاء والرقابة الحقوقية
كما شدد على ضرورة تغيير الصور النمطية عن الجاليات العربية، وخاصة الجالية المغربية، التي وصفها بأنها “نموذج مشرف في الاندماج والمساهمة ببناء المجتمعات الأوروبية”، مشيرًا إلى أهمية الاستفادة من خبراتها لدعم القادمين الجدد
في ختام كلمته، وجّه الكاشف رسالة تضامن واضحة مع غزة وفلسطين قائلا بإن غزة في قلب الضمير الحقوقي ، معتبرًا أن الصمت أمام ما يجري هناك تقصير أخلاقي قبل أن يكون سياسيًا
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية يجب أن تبقى في صلب الخطاب الحقوقي العربي والعالمي، مهما اختلفت التوجهات والمواقف
وفي كلمة المستشار السيد محمد العروسي الطاهري رجل الأعمال المعروف
تناول فيها اليت الاستثمار في مجال تصدير واستيراد الخضار والفاكهه من الدول العربية والاجنبية المختلفة مؤكد بأن الإنتاج الزراعي كثيف وجيد ويمكن أن يكون عماد اقتصادي للدول المنتجة وأضاف بإنه من اللأوائل الذين عملوا في هذا المجال في هولندا
خَلُصَت الندوة إلى عدد من التوصيات المهمة، أبرزها
تنظيم زيارات ميدانية لتعزيز التواصل المباشر مع الجاليات العربية
تمكين المرأة والشباب من خلال مشاريع تدريب وحوار حقوقي
تصحيح الصورة النمطية عن العرب من خلال الإعلام والمبادرات المدنية
تقوية جسور التعاون بين المنظمات الحقوقية العربية والأوروبية
وفي الختام اكد السيد أحمد الشيخ والسيد مرقص سعد أعضاء مجلس إدارة المنظمة العربية لحقوق الإنسان في شمال أوروبا
عن شكرهم العميق للدور المحوري الذي قدَمه السيد ادريس ابضالص في إنجاح هذه الندوة، من خلال جهوده الداعمة، وحضوره الفعّال طوال الجلسات، وهو ما ساهم في تهيئة أجواء من الاحترام والانفتاح المثمر.
ندوة لايدن لم تكن مجرد لقاء عابر، بل تجسيدٌ حيٌّ لإمكانية توحيد الصوت العربي في أوروبا، وترسيخ رؤية حقوقية شاملة، لا تتوقف عند حدود الجغرافيا، بل تنطلق من قِيَم الكرامة والحرية والعدالة، التي تُشكّل جوهر العمل الحقوقي النبيل ..